تعد القراءة من أهم
المهارات التي يحرص الفرد على اكتسابها في وقت مبكر ؛ فالقراءة هي البوابة
الأولى للولوج إلى عالم المعرفة ، وبدون القراءة يعد الفرد في عداد
الأميين..
ولأهمية القراءة فإن
بعض الأسر تحرص على إكسابها للطفل منذ سن مبكرة أملاً في استيعابه وتحصيله
في الفترات الأولى من عمره ، وقد يكون لهذا التعليم المبكر فوائد جمة ،
وقد يكون له سلبيات عديدة إذا بدأ في فترات لم يتأهل الطفل فيها لاكتساب
هذه المهارة...لذا لابد من التعرف على المهارات الأساسية المتطلبة لتعلم
الطفل القراءة ، وأهم الطرق التي تجعل من تعلم القراءة رحلة ممتعة..
بداية يجب أن نعلم أن
مهارة القراءة تتطلب توافر عدد من الحواس والقدرات الذهنية لدى الطفل منها:
حاسة البصر وحاسة السمع ومنها قدرة التوافق البصري بين الكلمات وأصواتها ،
وفهم وترجمة هذه الأصوات إلى معاني ذات دلالات في ذهن الطفل.كما تتطلب
القدرة على التذكر والربط والتحليل..وكل هذا ينمو ويتطور بنمو الطفل
واحتكاكه ببيئته التي تكون لديه مخزون لغوي يستند عليه عند القراءة..
وهذا يدعونا للسؤال متى يتعلم الطفل القراءة:
هناك علامات ودلالات تنبئ الأم
أن الطفل لديه استعداد للقراءة ، وهذه الدلالات تؤكد أن هناك قدرات تولد مع
الطفل تساعده على اكتساب مهارة القراءة إلا أن هذه القدرات يمكن تحفيزها
ودفعها للظهور من خلال أنشطة تمارس مع الطفل منذ لحظة ميلاده..أما عن تلك
المؤشرات فيمكن اكتشافها من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:
1- هل يحب طفلك النظر إلي الكتب ؟
2- هل يمسك الكتب لينظر إليها أحياناً بمفرده ؟
3- هل يتظاهر أحياناً إنه يقرأ ؟
4- هل يظهر اهتماماً للجمل المكتوبة إذا ما أشير إليها ؟
5- هل يحب اللعب بالكلمات ؟
6- هل يسأل عن معاني الكلمات ؟
7- هل يعيد بعض الجمل عندما تقرأ قصص يعرفها ؟
8- هل يستطيع أن يعيد سرد القصة مرة أخري بطريقة بسيطة؟
فإذا كانت الإجابة بنعم فإن هذا
يعني أن الطفل بدأت ملكاته الذهنية والبصرية في التأهل لتعلم القراءة وهو
ما يعني البدء في تعليمه مهارة القراءة..
كيف أعلم طفلي القراءة؟؟
تعليم الطفل القراءة يمر بعدة مراحل حتى يصل الطفل لمرحلة الإتقان
، وإذا كان التبكير في محاولة إكساب الطفل مهارة القراءة يعتبر مجدياً في
بعض الحالات ، فإنه قد يعود بنتائج سلبية في حالات أخرى ؛ فقد يؤدي لشعور
الأم وطفلها بخيبة الأمل لعجز الطفل عن القراءة في وقت لم يستعد فيه ذهنياً
ولا إدراكياً لاكتساب مهارة القراءة..ولذا لابد من التدرج والصبر لتعليم الطفل القراءة من خلال:
أولاً مرحلة القراءة للطفل:
تبدأ مرحلة القراءة للطفل
في سن مبكرة ، بل لقد ذهب مؤلفوا كتاب "العلم في المهد" ، إلا أن الأم يمكن
أن تقرأ لطفلها وهو لا يزال في المهد ، فالصغير بطبيعته يعشق ملاحظة
الآخرين وبالتالي فهو يلاحظ الأم وهي تقلب الصفحات ويتابع عينيها وهي تقرأ
الكلمات ويتابع أصابعها وهي تشير إلي الصور ، وينصحونها هنا بإطلاق الاسم
المحدد علي كل عنصر من العناصر المكونة للصورة ، وإطالة الحديث عنه ومع
الوقت سيفعل الطفل مثلها فيقلب الصفحات ويشير إلي الأشياء!!
وينصح علماء النفس الأم أن
تكون تلك الفترة التي تقرأ فيها الأم لطفلها فترة ممتعة ومرحة ، تغير فيها
الأم من نبرات صوتها بحسب العبارة التي تقرأها ، وتشير للألوان والصور
وتمنح كل شيء اسمه حتى يستمتع الطفل ويدرك أن كل كتاب يفتح أمامه عالماً
جديداً ، وبالتدريج تصبح علاقته بالكتاب عادة يومية كعادته مع الغذاء
واللعب مما يربطه بالقراءة منذ الصغر.
وينصح في تلك الفترة
المبكرة بقراءة القصص المشوقة والممتعة خاصة قبل النوم ، ولا يجب على الأم
أن تمل من تكرار قصة بعينها يطلبها الابن لأن في تكرار بعض القصص فائدة جمة
في بناء لغته وإدراكه وقدرته على الفهم..
كما يمكن الاستعانة بالكتب التي تحتوي على مجسمات أو التي تصدر موسيقى أو يصدر عنها روائح معينة مما يثير حواسه للتواصل مع أمه عبر القراءة
ثانياً مرحلة الحوار الشفهي:
فنون الكلام فإن قدرته على طرح
الأسئلة والاستفسار عن الأشياء المحيطة تتطور ، فيبدأ في السؤال عن أسماء
الأشياء المحيطة والأشكال المميزة ، ولا تتوقف أسئلته عند حدٍ معين ، ومن
المطلوب من الأم في هذه المرحلة تحفيز ذهن طفلها بالحوار معه والإجابة على
تساؤلاته وإثراء قاموسه اللغوي بكل ما تستطيع من الكلمات والعبارات
والتعبيرات، وكلما كان أسلوبها راقياً ومنمقاً وأقرب للفصحى كلما كان
قاموسه اللغوي أكثر انضباطاً..
وكذلك لابد من الاهتمام بمحاولة
ضبط مخارج ألفاظ الطفل ، وتكرار بعض الكلمات عليه لينطقها نطقاً صحيحاً مع
مراعاة نموه اللغوي في هذه المرحلة..
ثالثاً مرحلة القراءة الفعلية:
وهي المرحلة التي يبدأ فيها
الطفل التعرف على الأحرف وأسمائها ورموزها الصوتية ، وهي مرحلة متدرجة تبدأ
بالتعرف على شكل الحرف ثم اسمه ثم نطق رمزه الصوتي ثم الرموز الصوتية
للأحرف المتتابعة في مقطع ثم مقاطع ثم كلمة ، وخلال هذه الفترة يربط دماغ
الطفل آليًا بين الأحرف وتسلسلها، كي تكون لديه قدرة على حل رموز ألفاظها
التي تكوّن الكلمة. ومن فرط عرض الكلمات المكتوبة يخزن الدماغ الأشكال
البصرية للكلمات ويربطها بلفظها الصوتي ومعناها. فيتكوّن قاموس لغة جديد في
دماغ الطفل، متصلاً بقواميس ذهنية أخرى تعلّمها بالحوار الشفهي في المرحلة
السابقة، وتجري إعادة ترتيب النظام البصري عند الطفل واتصاله بنظام
الحوار.
ومن المطلوب من الأم في هذه المرحلة:
- تشجيع الطفل على القراءة باستخدام الكتب المتخصصة للقراءة في سنه والتي تتميز بكبر حجم الحروف وعرضها في صورة جذابة..
-
عدم إرهاقه بمطالبته بقراءة عدد من الكلمات دفعة واحدة ولكن يجب التدرج
معه من حرف ، إلى مقطع إلى كلمة إلى كلمتين إلى سطر كامل مع تشجيعه ودعمه
معنوياً ، وعدم الاستعجال بالقراءة له بل تركه يحاول مع مساعدته.
- لابد أن تكون جلسة القراءة في مكان ووقت مناسبين للطفل حتى يقبل عليها ولا ينفر منها مع الابتعاد عن عوامل التشتت والضوضاء..
- إذا بدأ الطفل في قراءة بعض الكلمات فاطلبي منه رفع صوته وآدائها بطريقة مسرحية ، مع تبادل الأدوار معه حتى لا يشعر بالملل..
- الفتي انتباه طفلك
لقراءة الكلمات المكتوبة على اللافتات وعناوين الجرائد وأغلفة الحلوى
والأطعمة وعلب الألعاب ، ليتمرن أكثر على استخدامه مهارته في القراءة ويشعر
بالفخر لتمكنه من ذلك.
- لا يجب أن تشعري بخيبة
الأمل إذا تعثر طفلك في قراءته والتي عادة ما يتم استعداده له ما بين الخمس
إلى الست سنوات ، ولكن حاولي أن تتحلي بالصبر والتريث..
- تكرار كلمات بعينها يساعد الطفل على حفظ شكل الكلمة بطريقة النطق الصحيحة مما يثري قاموسه اللغوي..
- ولابد أن تكون جهودك متوازية مع جهود معلمته في رياض الأطفال ، ليتكامل دورك مع دورها..
ارجو ان يكون الموضوع قد نال اعجابكم ....
موضوع: متــــــى يتعلــــــــــم طفلــــــي القــــــــراءة ..؟؟ 
