عقبات على طريق الدعوة

كم
هو صعب على الداعي إلى الله لا سيما إذا كان متمسكاً بالآثار ومقتديا بسنة
خير الورى صلى الله عليه وسلم ومشهودا له بالخير أن يكون حاله كالسائر
وحيدا في طريق مخيف يترقب أن تأتيه الضربة من خلفه في أي لحظه ؛ والأدهى
أنه يترقب هذه الضربة من صديق قريب ؛ وإلا فالعدو هو عدو لا تستغرب منه أن
يضرك كيفما استطاع ووجد إلى ذلك سبيلا. لا نريد أن نتكلم بالرموز معاشر الفضلاء .
كم نحتاج ألى أن نراجع أوراقنا ( ولا تظنوا أن هذا الكلام ناتج ردة فعل ؛ لا والله ) ؛ ولكن الواقع الذي نعيشه محزن ؛ يحتاج إلى دقة نظر.
أعجبني
بعض الفضلاء حينما عرضت عليه شيئاً من هذا الكلام فقال معلقاً: كلامك صحيح
ولكن هذا يجعلنا نسبح ضد التيار ؛ ولا نستطيع أن نواجهه ولا نجرؤ على قوله.
إن
ما ذكرته ومثلت له في الصورة الأولى - بداية المقال – وخوف بعض
الدعاة "والمشائخ" من الإرهاب جعلهم ينزوون في بيوتهم ؛ إما بسبب التعب من
كرة الخصومات ةقد سئموا ذلك ؛ أو بسبب الصدمة العنيفة حين تلقوا ضربات
قوية ؛ أو نقل لهم بعض المفتونين بنقل الكلام (وما أكثرهم) أن فلان يتكلم
بكم ؛ وفلان هذا كم دافعوا عنه في غيبته ونصروه في دعوته ؛ فكيف تكون ردة
الفعل أيها العقلاء.
لا نريد أن يقول قائل : الداعية لا ينتصر لنفسه!!
فالنفوس لها حق ؛ فلا تطلبوا المثالية الحالمة في وقت الفتــــــور والفتن
أيها المسلمون يا من تريدون وجه الله.
صورة أخرى
: لقد ابتلينا ببعض الدعاة ممن يستشرف للمسائل حتى لو لم تعرض عليه : (لو
سئلت عن كذا لقلت ؛ لو سألوني عن فلان لقلت ؛ لو.. لو..)وجعل نفسه سيفا مسلطاً على السلفيين . . ما هكذا الدعوة يا إخوان!!
وهذا مما جعل بعض المتصيدين يعرفون أسلوبه فيطرحون عليه الأسئلة المتشابهة ؛ ما رأيك بفلان ؟
ما تقول في علان؟
وأحيانا
يكون المسؤول عنه شيخا أو طالب علم في بلده له قدر وقيمة ؛ فيسأل عنه بعض
الحساد لإسقاطه ؛ فيجدون أمامهم المسؤول المستشرف للمسائل فينالوا منه
المبتغى.
أحدهم حين يُسأل عن إخوانه يظن أن الناس يعرفونه كما يعرفون
ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله ؛ والفوزان وربيع بن هادي متع
الله بهما ؛ ولا يدري أن صيته لا يتعدى سور بلدته أو مدينته ؛ بل وإن
الناس في بلد (من سئل عنه) يسألونه عن حال هذا المسؤول المستشرف للإجابة.
هذه
التربية أدت إلى بعض الإفرازات الخطيرة ممن حسن قصدُه ولم يُعلًّم ، أو من
أصحاب النوايا السيئة لا سيما الذين يرون أن قرينهم تفوق عليهم وفتح الله
عليه.
من هذه الإفرازات أن بعض الناس ظن أن الدعوة السلفية هي فقط السؤال عن الأشخاص ؛ وليت الأسئلة تلقى مسؤولاً عاقلا في الغالب.
ألا
تعرف أن بعض الناس يسألك سؤالا عاما ثم يأخذ جوابك ويلبسه لشخص معين من
إخوانه؟؟ ويقول قال عنه الشيخ فلان كذا ؛ ( ولا شك أن الجواب على المعين
غير الجواب العام) ؛ ثم ينفتح الخلاف بين السلفيين في بلادهم وأنت ترفل في
بلادك تظن أنك أديت الواجب.
من هذه الإفرازات أن كثيرا من إخواننا يعمل وهو خائف ؛ وإنني لأستحضر في ذهني الآن كثيرا من الدعاة السلفيين البررة لم يعد لهم حضور (خوفا من الإرهاب).
اسمعوا : بعضهم يُسأل عن داعية معروف فيقول : فيه خير.
انصافاً هل هذا جواب محرر..؟.
وجواب آخر عن داعية بالقدح ؛ أتدرون لماذا؟ لأنه يتكلم بالوعظ!!!!!!!!!
وتسمية آخر الحارث المحاسبي ؛ مع أنه علم في الفقه والتوحيد ؛ وأعلم من المسؤول بآلاف المرات.
(وحتى أكون صريحا : أنا لا أقصد أناساً انشقوا عن الدعوة السلفية وتبين حالهم ؛ بل أقصد أناساً منا).وإن من الكمد أن يأتي يُسأل أحمق منفر عن داعية أكثر منه نشاطاً ودعوة ؛ هذا في ظاهر الأمر والقبول عند الله.
أو أن يُسأل داعية في بلد عن داعية في بلد آخر ( تنبيه: ليس ينهما سبيل إلى الترابط أو المعرفة أو اللقاء).
تريدون أن تعرفوا هذه الافرازات..؟؟
انظروا كم سؤال ومقالة تكتب باسم : مـــاذا تعرفون عن فلان؟؟
وتأتيك الأجوبة ممن يعرف ولا يعرف ومن يهرف بما لا يعرف.
استفيدوا من دعوة ابن باز
انظروا في فتاواه .. انظروا إلى الشمولية.
وابن عثيمين كذلك .
والفوزان.
وربيع.
تأملوا هل وقفوا عند باب معين؟
تكلموا في التوحيد .. والسنة .. والأحكام .. والسلوك .. والارشاد .. والوعظ..
ما وقفوا عند حد..
( أقول هذا : حتى لا يخرج عندنا جيل أحمق يظن أن الوعظ للجماعات المنحرفة فقط) وينسى أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم كان شاملاً.
والذي نصرح به أننا في هذا الوقت نحتاج إلى أمرين اثنين (يرافقان التأصيل) حتى نكون وسطاً.
(الرحمة والمروءة ... الرحمة والمروءة ... الرحمة والمروءة ... الرحمة والمروءة ...).الرحمة بالسلفيين على وجه الخصوص.
وليست الدعوة فقط ألفاظ دون أدلة ..!!
فقط ( حمار .. كلب .. خبيث .. مجرم .. )
والمروءة يا أهل الإسلام..
لا تطعن رجلا من اخوانك يدعو الى السنة بمجرد وشاية ؛ أو حسد في نفسك أن كتب الله له القبول.
أو تطعنه وقد يكون ذا فضل عليك ( فتصير لئيما) ؛ فانصح وانقد ووجه ولكن دون فضيحة.
لا يكون عندنا الشعور بالفرح أنه زل.
لماذا بعض الناس اذا حدثت من أخيه هفوة سارع الى إخبار الناس .. ( ناصحوا فلان .. كلموا فلان .. علموا فلان) ولم لم تكن أنت.
على
فكرة : بعضهم قد يتصل على بعض ( المستشرفين للقدح بلا بينة أو تثبت)
ويقولون له فلان فعل كيت وكيت ؛ ليس لأجل أنهم يريدون الجواب ؛ بل إنه
تحذير مبطن من هذا الشخص بأسلوب رديء.وأنبه : ( لأننا في وقت نحتاج إلى التنبيه ) ....!!
العاقل
من وضع الكلام في موضعه وإن أشكل عليه شيء فليراسلني (سراً) ؛ وأوضح ما
أشكل من كلامي ؛ والعلم رحم بين أهله ؛ ولا كبير على قبول الحق (بالدليل).
وأشهد
الله أن مقصودي النصح لإخواني السلفيين الوسطيين ( لا جماعة : سكن تسلم
ولا تتكلموا إلا بالعموم؛ ولا أهل الألفاظ النابية ولا الصراخ والعويل ؛
ولا الذين لا ينصحون ولا يرحمون ولا يتعاملون بالمروءة ).

» الدعوة إلى الله (1)
» الدعوة إلى الله (2)
» مرحلة الدعوة الجهرية
» طرق الدعوة إلى الله عبر الإنترنت
» هل المنتدي طريق للجنـــــة أم طريــــق للنار؟