:D
فما أعظم خسارة أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، أولئك الذين يظنون أنهم قادرون أن يخادعوا الله والذين آمنوا ، ولكنهم لضلالتهم وغفلتهم لا يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون .
أولئك هم المنافقون الذين كشف الله حقيقتهم في القرآن الكريم .
وليس النفاق نوعا واحدا أو درجة واحدة ، بل هو نوعان اثنان :
أما الأول منهم وهو أخطر النوعين ، ذاك هو نفاق الاعتقاد ، الذي يخلد صاحبه في النار بل يجعله في الدركات السفلى من النار ، وذلك بأن يظهر صاحبه الإيمان وهو في الحقيقة على الكفر الباطن ، وقد يقر بوجود الله ويؤمن به ، ولكنه لا يرى متابعة الرسول عليه السلام وتصديقه فيما أخبر به ، وعلى هذا النوع كان عبد الله بن أبي وطغمته من المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم: إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً. وقال: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً. وقال سبحانه آمرا محمدا عليه الصلاة و السلام ألا يصلي على أحد مات منهم أبدا ،لأنهم كفار مرتدين ، فقال: ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون.
والنوع الثاني : هو الذي لا يخرج الإنسان من الدين ، ولكنه من أكبر الذنوب والمعاصي ، وهو النفاق العملي ، ومن أمثلته هذا النفاق الرياء ، ومنه الكذب والغدر وعدم الوفاء بالوعد لقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه;((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان)).
فاحذروا النفاق والمنافقين وخداعهم ، واحذروا التخلق بأخلاقهم فإنه خطر عظيم وجر إلى الكفر والخسران والبوار ، ولخطورتهم الشديدة شن الله تعالى عليهم حملة كبيرة ، وتحدث عنهم حديثا مستفيضا ليبين حقيقتهم أمام المسلمين وليحذروهم .
الله أسأل لي ولكم الاخلاص في القول والعمل وأن يُجنبنا النفاق والمنافقين إنه القادر على ذلك وحده لا شريك له