المحبة لله و رسوله مؤسسة الموقع
الجنس : علم الدولة : المهنة : المشاركات : 1959 تاريخ التسجيل : 20/07/2009
| موضوع: الحج إعلان للعبودية لله تعالى وتعظيم لحرماته الجمعة أبريل 15, 2011 7:50 pm | |
| الحج إعلان للعبودية لله تعالى وتعظيم لحرماتهالحمد لله الذي هدانا للإسلام وفرض علينا الحج فقال سبحانه وتعالى { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }[آل عمرن, الآية:97].وصلى الله على خير من لبى وطاف بالبيت العتيق نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد جعل الله تعظيم شعائر الله " ومنها مناسك الحج " من علامات التقوى وصلاح القلوب فقال الله عز وجل { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }[الحج, الآية:32].وقال سبحانه { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ }[ الحج, الآية:30]. وشعائر الحج من حرمات الله " والشعائر "جمع مفرده: شعيره. وهي : كل ما جعله علماً لطاعة الله تعالى وعلامة على التسليم لله تعالى والإذعان له سبحانه. من شرعه الله تعالى وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم وشعائر الحج مناسكه وأعماله ومشاعره.قال في لسان العرب (مادة : شعر) : قال الزجاج في شعائر الله يعني جميع متعبدات الله تعالى. أشعرها الله أي جعلها أعلاماً لنا. وهي كل ما كان من موقف أو مسعى أو ذبح.فالمشاعر هي مواضع المناسك. وعلى هذا فإن شعائر الحج تشمل المشاعر المكانية كالبيت الحرام, والكعبة ومقام إبراهيم والصفاء والمروة ومنى ومزدلفة وهي المشعر الحرام وعرفة والجمرات ونحوها. قال تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ }[البقرة, الآية : 158]. وشعائر الله تشمل كذلك الشعائر الزمانية كيوم عرفة وليلة مزدلفة وأيام التشريق والأضحى وليالي منى بل وأشهر الحج وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة كلها من شعائر الله تعالى وتشمل الشعائر القولية : كالتلبية والذكر والتهليل والتكبير والأدعية المشروعة. وتشمل كذلك الشعائر العملية كالإحرام والطواف والسعي والوقوف والمبيت والذبح والحلق والرمي ونحوها. كل هذه الأمور وغيرها من شعائر الله وحدوده التي يجب تعظيمها وتعظيم ما شرع الله فيها من المناسك.أخي الحاج: إن تعظيم هذه الشعائر والامتثال لأمر الله تعالى فيها من أعظم مظاهر العبودية والتسليم لله تعالى والإذعان لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.فالمسلم إذا استجاب لأمر الله تعالى بإخلاص وصدق ونية خالصة بإذعان واحتساب وتعظيم لحرمات الله وشعائره من الإتباع لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حقق العبودية إن شاء الله بأعلى معانيها ذلك أن تعظيم شعائر الله هو من أعلى مظاهر العبودية والتسليم لله تعالى.فالمسلم حين يدخل من نسك الإحرام وأول ما يعلنه الناسك من أعمال الحج والعمرة: الإحرام والتلبية فهو بذلك يعلن استعداده لقبول أمر الله تعالى وذلك بالتجرد من اللباس المعتاد ويلبس ثياب الإحرام التي تتمثل بها أسمى معاني التواضع والبساطة والاستعداد النفسي لتلبية أمر الله, والاستعداد العملي لأداء المناسك. وحين يمتنع المسلم عن المحظورات التي حرمت عليه بالإحرام يستشعر معنى الاستجابة والطاعة لله تعالى والتزام أمره وكسر هوى النفس وكبح جماحها وترويضها على التسليم والطاعة والامتثال والعبودية الصادقة لله تعالى. كما يستشعر بذلك المؤمن الصادق حلاوة الطاعة والإيمان ولذة العبادة. والسعادة تغمر قلبه. وحين يلبي المسلم بإخلاص التوحيد ونفي الشرك قائلاً " لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" فهو بهذا الإعلان للتوحيد ونفي الشرك يعاهد ربه على الإخلاص والتجرد لله تعالى في حجة وسائر عباداته بل في حياته كلها كما قال تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[ سورة الأنعام, الآية: 162]. فالحج من مواسم الخير العظيمة, ومن نعم الله على عباده.تقبل الله من الجميع طاعاتهم. | |
|