يقول المؤلف رحمه الله :وعلى الجملة فإنشاء الشعرونظمه ليس بحرام إذا لم يكن فيه كلام مُستَكْرَه, قال
:
((
إن من الشعر لحكمة)) وقد أمر رسول الله
حسان بن ثابت الأنصاري بهجاء الكفار
والتوسع في المدح فإنه وإن كان كذباً فإنه لا يلتحق في التحريم بالكذب كقول الشاعر:
ولو لم يكنْ في كفِّه غير َروحهِ **
لجادَ بها فلْيتّقِ اللهَ سائلُهْفإن هذا عبارة عن الوصف بنهاية السخاء,فإن لم يكن صاحبه سخياً كان كاذبا, وإن كان سخياً فالمبالغة من صنعة
الشعر فلا يقصد منه أن يعتقد صورته.
يروي البيهقي في دلائل النبوة: قالت عائشة
ا:
كان رسول الله
يخصف نعله , وكنت جالسة أغزل, فنظرت إليه فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتولد نوراً قالت: فبُهِتُّ فنظرَ إليَّ فقال:
((
مالَكِ بُهِتِّ؟)) فقلت: يارسول الله نظرت إليك فجعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولد نوراً ولو رآك أبو كبيرالهذلي لعلم أنك أحق بشعره قال: ((
وما يقول يا عائشة أبو كبير الهذلي؟))
قلت: يقول هذين البيتين:
ومُبرأ مــن كلِّ غبر حـــيضةٍ **
وفسادِ مُرضعة وداء مغيلِ
وإذا نظرتَ إلى أسِرَّةِ وجههِ **
بَرقَتْ كبرقِ العارضِ المتهللِقالت: فوضع
, ماكان بيده وقام إليَّ وقبَّل مابين عيني وقال:
((
جزاك الله خيراً يا عائشة, ما سررت مني كسروري منك))
وفي حديث البراء أن الرسول
قال لحسان:
((
اهجُهمْ وجبريلُ مَعَك)) وبقول آخر ((
هاجهم- وجبريل معك))
ولما أنشد كعب بن زهير
قصيدته المشهورة كساهُ
بردته الشريفة.
وأذكر من كتاب روائع من أشعار الصحابة:
أن الصحابة أغلبهم كانوا شعراء أو قد نظموا الشعر:
منهم (
رضوان الله عليهم أجمعين)
أبو بكر الصديق
عمر الفاروق
عثمان بن عفان
علي بن أبي طالب
طلحة بن عبيد الله
خبيب بن عدي
عاصم بن ثابت
بلال بن رباح
حسان بن ثابت
عثمان بن مظعون
حمزة بن عبد المطلب
عبد الله بن رواحة
فروة بن عمرو
عباس بن عبد المطلب
عمار بن ياسر
عمير بن الحمام
جعفر بن أبي طالب
محيصة بن مسعود
عبدالله بن جحش
عمرو بن الجموح
أبو أحمد بن جحش
عبد الله بن الزبير
الحسين بن علي
معاوية بن أبي سفيان
الجارود بن المعلى
عمرو بن مرة الجهني
عبدالله بن الحارث
أبو خيثمة
عبيدة بن الحارث
أبو دجانة
عبدالله بن زيد بن عبد ربه
فضالة بن عمير
عبدالله بن الزبعرى
مالك بن عوف
مالك بن نمط
عبدالله بن أنيس
بجيبر بن بجرة
صفية بنت عبد المطلب
عبدالله بن كرز
أبو الدحداح
كعب بن زهيروأذكر بعض الأبيات من قصيدة رائعة لمدح الرسول
للصحابي كعب بن زهير رضي الله عليه بن الشاعر الجاهلي الكبير زهير بن أبي سلمى.
عنوان القصيدة(
بانت سعاد)
من
عادة العرب افتتاح القصائد بقول حكمة أو وقوف على الأطلال أو التغزل
العفيف, وأضع هذه الأبيات الرائعة بين أيديكم وهي من البحر البسيط :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ **
متيم إثرها لم يفد مكبولُوما سعاد غداة البين إذ رحلت **
إلا أغنّ غضيضُ الطرف مكحولإلى أن يقول:
كل ابن أنثى وإن طالت سَلامته ُ **
يوماً على آلة ٍحَدْباء مَحْمولُنبئتُ أن رسول الله أوعدني **
والعفوُ عند رسول الله ِمـَأمول
ثم يقول:
إن الرسولَ لنورٌ يُستضاءُ به **
مُهنَّدٌ من سُيوف الله مَسلولفي عصبة من قريش قال قائلهم **
ببطن مكة لما أسلموا زولوازالوا فما كان أنكاسٌ ولا كشف **
عند اللقاء ولا ميلٌ معازيلُ