كان عزير رجلا صالحا ، آمن بالله تعالى ، واتبع ملة موسى عليه السلام ، وقد خرج يوما من الأيام لقضاء حاجة له ، ومعه طعامه ، راكبا حماره ، وبينما هو فى الطريق اذ جلس يستريح قليلا ليأكل بعض الطعام ، فاذا به يرى قرية ، مات أهلها ، ولم يبق الا القليل من آثارها ، فدهش عزير مما رأى ، وسأل سؤال المتعجب مما يرى (( أنى يحيى هذه الله بعد موتها )) ، فأراد الله - تعالى - أن يعرف عزيرا اجابة السؤال ، فأماته مائة عام ، ثم أرسل اليه ملكا ، فأحياه بأمر الله ، وسأله (( كم لبثت )) فقال (( لبثت يوما أو بعض يوم)) فأجابه الملك : يا عزير ؛ لقد لبثت مائة عام ، وانظر الى طعامك ، فانه لم يتغير ، وانظر الى حمارك ، ونادى الملك على عظام الحمار ، ثم ألبسها العروق والعصب ، ثم كساها اللحم والشعر ، ثم نفخ فيه فقام حيا باذن الله ، كل ذلك وعزير ينظر ، فعندئذ عرف عزير اجابة سؤاله ، فقال : (( أعلم أن الله على كل شئ قدير )) .
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم