حزنه ~ صلى الله عليه و سلم ~ إذا فاتته جنازة وصلاته عليها ::
فذات يوم مر سيدنا محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ بالمقابر فوجد قبراً جديداً ومعه أبو بكر . فقال النبي : " قبر من هذا ؟ " [1] فقال أبو بكر: يا رسول الله هذه أم محجن، كانت مولعة بلقط القذي من المسجد. فقال : " أفلا آذنتموني !!" فقالوا :كنتَ نائمًا، فكرهنا أن نهيجك .
قال : "فلا تفعلوا ، فإن صلاتي على موتاكم نور لهم في قبورهم" [2] .
فصف أصحابه فصلى عليها ..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ أَسْوَدَ - رَجُلًا أَوْ امْرَأَةً - كَانَ يَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ (وكَانَتْ تَلْتَقِطُ الْخِرَقَ وَالْعِيدَانَ مِنْ الْمَسْجِدِ) فَمَاتَ – أو ماتت - وَلَمْ يَعْلَمْ النَّبِيُّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ بِمَوْتِهِ، فَذَكَرَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ :مَا فَعَلَ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ ؟ قَالُوا : مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " أَفَلَا آذَنْتُمُونِي ؟ ! "فَقَالُوا إِنَّهُ كَانَ كَذَا وَكَذَا قِصَّتُهُ، قَالَ: فَحَقَرُوا شَأْنَهُ. قَالَ فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ [3] .
[/size]يقول : " أَفَلَا آذَنْتُمُونِي ": أَفَلَا أَعْلَمْتُمُونِي ؟ ! يلوم أصحابه أن فوته عليه هذا العمل الإنساني، وهو تشييع جنازة مسلم، ولو كان حقيراً في نظر الناس